مقارنة بين المنهج الوصفي والمنهج المقارن
تعتبر مناهج
البحث العلمي من
أهم الأدوات التي
يعتمد عليها الباحث
في تحليل الظواهر
ودراسة المشكلات وإنتاج المعرفة
العلمية الدقيقة ,وتتنوع هذه
المناهج حسب طبيعة
الظاهرة وموضوع الدراسة،
ومن بين أكثرها
استخداماً في العلوم
القانونية المنهج الوصفي
والمنهج المقارن,
وللتوضيح اكثر سنتطرق في المبحثين
التاليين الى هذين
المنهجين، مع بيان
أهم طرق استخدام
كل منهما وإبراز
أوجه التشابه والاختلاف
بينهما كمنهجين يهدفان الى الوصول الى الحقيقة العلمية.
المبحث الأول: المنهج الوصفي
المطلب الأول: تعريف المنهج الوصفي
يُعدّ المنهج
الوصفي أحد أبرز
المناهج العلمية وأكثرها
استعمالاً في مجال
العلوم الإنسانية، ذلك
لأنه يركز على دراسة الظواهر
كما هي في
الواقع من خلال
وصف مكوناتها وخصائصها
وتحليلها تحليلاً موضوعياً
ومنطقياً. ويقوم هذا
المنهج على جمع
بيانات كمية أو
نوعية حول الظواهر،
ثم معالجتها بهدف
الوصول إلى تفسيرات
علمية ونتائج يمكن
الاستناد إليها. وتعود
أهمية المنهج الوصفي
إلى كونه الأداة
المناسبة لدراسة السلوك
الإنساني والظواهر الاجتماعية
التي يصعب إخضاعها
للقياس التجريبي المباشر.
المطلب الثاني: طرق المنهج الوصفي في البحث العلمي
يعتمد المنهج
الوصفي على مجموعة
من الطرق التي
تساعد الباحث في
جمع البيانات وتحليلها،
ومن أهمها:
1- المقابلة
الشخصية: وتعتبر من أهم طرق جمع البيانات والمعلومات
في المنهج الوصفي، حيث يقوم الباحث بترتيب ما تم جمعه من بيانات عن طريق الدراسات
السابقة للبحث
و عن طريق اطلاعه لأراء ووجهات نظر خبراء أخرين حول
الموضوع المدروس، وللمقابلة أنواع
أ- مقابلة
منتظمة :
وهنا يقوم الباحث بإجراء مقابلة مع جميع أفراد العينة من المجتمع المستهدف في
البحث، حيث يقوم بطرح عدة أسئلة مرتبة ومحددة أو قد تكون غير محددة
ومن ثم يقوم الباحث بجمع الأجوبة وانتقاء الأكثر
موضوعية وعقلانية
ب- مقابلة غير منتظمة : وهنا يقوم الباحث بطرح الأسئلة الأكثر عمقا
على أفراد عينة الدراسة المختارة من المجتمع المستهدف.
ج- مقابلة
الجماعية :
وهنا
يقوم الباحث بطرح الأسئلة على جميع المجتمع المستهدف، ويجب أن يتصف الباحث بمهارات
كبيرة فيما يتعلق بإجراء بالحوار والتواصل
.
2-الملاحظة
: وتعتبر من طرق جمع المعلومات الهامة التي يعتمد عليها المنهج الوصفي، فمن خلال
الملاحظة يقوم الباحث بدراسة موضوع البحث من جميع جوانبه وأبعاده، وللملاحظة نوعين :
أ- النوع
الأول :
وتسمى
الملاحظة الكمية والتي يعتمد عليها ملاحظة المعلومات القابلة للقياس .
ب- النوع
الثاني :
وهو
المستخدم في المنهج الوصفي، حيث يكون غير قابل للقياس، حيث يتم تسجيل المعلومات
والبيانات
من خلال ملاخظة الباحث وتدوينها كما هي موجودة على أرض
الواقع .
3
-الوثاق :
حيث
يعتمد المنهج الوصفي على الوثائق والحقائق التي قام بجمعها باحثين وخبراء سابقين،
حيث تعتبر الحقائق الموجودة
في هذه الوثائق أو الموجودة في سجلات تابعة لجهات
معينة، أو عن طريق التقارير والملاحظات
المبحث الثاني: المنهج المقارن
المطلب الأول: تعريف المنهج المقارن
يمثل المنهج
المقارن أحد المناهج
العلمية التي تقوم
على تحليل أوجه
التشابه والاختلاف بين
الظواهر بهدف الوصول
إلى تفسير علمي
دقيق. ويستند هذا
المنهج إلى المقارنة
المنهجية بين موضوعين
أو أكثر، مما
يساعد الباحث في
كشف العلاقات والأسباب
والمسببات وفهم الظواهر
بشكل أعمق. ويعد
هذا المنهج أداة
فعالة لاستخراج المفاهيم
والمعارف الجديدة المبنية
على تحليل الحقائق.
المطلب الثاني: طرق استخدام المنهج المقارن
يعتمد المنهج
المقارن على عدة
طرق تساعد في
تحليل الظواهر ومقارنتها،
ومن أبرزها:
1- طريقة الاتفاق: وتستخدم هذه الطريقة من طرق المقارنة
على أساس وجود عامل مشترك كان سبب في حدوث إحدى الظواهر، وبغير هذا العامل لا تحدث
هذه الظاهرة، أي في هذه الطريقة يبحث الباحث عن نقاط التشابه، ويستبعد نقاط
الاختلاف، بين موضوعين تم اختيارهم لدراسة.
ومثال على هذه الطريقة
:
كوفاة
مجموعة من السيدات بمرض جلدي، وكان السبب هنا أو العامل المشترك هو استخدام هولاء
النساء لنفس المادة التجميلية التي أدت إلى وفاتهم.
2-طريقة
الاختلاف:
وتعتبر طريقة الاختلاف عكس تماما طريقة الاتفاق، ويعتبر
الباحث ستيوارت هو أول من اكتشف هذه الطريقة، و تعتمد هذه الطريقة على مبدأ ايجاد
جميع الفوارق بين الموضوعين الذي يقوم الباحث بدراستهما.
فمثلا : قد يتناول الباحث موضوعين يتشاركان في نقاط
عديدة، إلا أنهما يختلفان في عامل مشترك، وهذا العامل هو السبب في حدوث الاختلاف
بينهما.
3-
الطريقة
المشتركة:
تجمع هذه الطريقة الطريقتين السابقيتن حيث يقوم الباحث
العلمي معتمدا على طريقة الاتفاق في المقارنة وعنا يجد العامل المشترك، الذي نفسه
يعتبر في طريقة الاختلاف اثبات على أن الظاهرة لا تحدث إلا بوجود هذا العامل .
4- طريقة التغير النسبي: أما هذه الطريقة فيقوم مبدئها على
العلاقة ما بين السبب في حدوث الظاهرة، والمسبب في ذلك، فأي تغير يطرأ على السبب
سيؤثر على المسبب كنتيجة طبيعية، سواء أكان هذه التغير في حالة زيادة للمسبب أو
حالة نقصان .
5-طريقة العوامل المتبقية
أو ما تسمى بطريقة البواقي، في هذه الطريقة يقوم الباحث قد تعرف على بعض من أجزاء
الظاهرة، إلا أنه من خلال هذه الأجزاء المعروفة التي بين يديه يستدل إلى باقي
أجزاء الظاهرة المدروسة
من خلال
دراسة المنهج الوصفي
والمنهج المقارن، يتضح
أن كليهما يعدان
من المناهج العلمية
الضرورية لفهم وتحليل
الظواهر. فالمنهج الوصفي
يركز على دراسة
الظواهر كما هي
في الواقع بينما
يقوم المنهج المقارن
على تحليل أوجه
التشابه والاختلاف بين
الظواهر للوصول إلى
تفسيرات أعمق. ويستخدم
كلا المنهجين في
العلوم الإنسانية والاجتماعية
لتحقيق نتائج دقيقة
وموضوعية.
وً يتبين
أن لكل منهج
علمي قواعد وضوابط
يجب على الباحث
الالتزام بها من
أجل الوصول إلى
نتائج علمية صحيحة.
ويسهم كل من
المنهج الوصفي والمنهج
المقارن في تعزيز
جودة البحث العلمي
من خلال توفير
أدوات تحليلية تساعد
على فهم الظواهر
وتفسيرها بدقة وموضوعية.
.png)